الأحد، 15 سبتمبر 2013

عندما قتلت هيباتيا


فى مشهد دموى فى أحد أيام الأسكندرية منذ ما يقرب من الف وخمسمائة عام أنطلق أتباع البابا كيرلس بابا كنيسة الأسكندرية التى كانت تدعى وقتها بالكنيسة المرقسية أنطلقو ليخلصو العالم فى ظنهم من إحدى الكافرات أتباع الشيطان .
هيباتيا الفاضلة  أستاذة الفلسفة والرياضيات والعلوم التطبيقية أمتدت يد بطرس القارئ ملوحة بالسكين , أطلت هيباتيا برأسها الملكى من شباك العربة أنعقد حاجبيها, وكادت أن تقول شيئا, لولا أن بطرس زعق فيها ,جئناك يا عاهرة ياعدوة الرب وماهى إلا ساعة ولكنها ساعة سوداء  حتى تم الفتك على إحدى علماء الجيل لمجرد أنها لم تكن تؤمن ببعض ما فى الكتاب  المقدس .
الكتاب المقدس بريئ من هؤلاء الذين أتبعو البابا كيرلس بابا الكنيسة المرقسية  فى غوغائية وأعتبرو أن دراسة الرياضيات كفر ودراسة الفلسفة إلحاد فما بالك بمدرسيها .
لم يكن كيرلس هذا سوى أحد المتاجرين بالدين لمصلحة شخصية فلم يأمر الدين بقتل العلماء وإنما أمر بالتعلم منهم
لقد جاء السيد المسيح ليخلص البشرية من أثامها جاء ليعلم البشرية كيف ان الله خلق البشر ليحيو فى الارض فى سلام  وهو القائل فى انجيل متى :
أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم. أحسنوا إلى إلى مُبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم .
إن الأديان جائت لتعلم البشرية السلام والمحبة بينما الجاهلون هم من فسرو الأديان كما تهوى أنفسهم أو بالأصح كما تهوى أنفس سادتهم من المتاجرين بالأديان .
الإستبداد يا سادة  لم يتمثل فى شخصية حاكم أو قائد عسكرى أو رجل دين  فحسب ولا يمكن أن يوجد المستبد منفردا بدون أن يجر فى زيله المستعبد فلم يستبد فرعون بقومه إلا عندما أستخف بهم
} فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ{
يقول سيد قطب رحمه الله فى الظلال:- وإستخفاف الطغاة للجماهير أمر لا غرابة فيه ; فهم يعزلون الجماهير أولاً
عن كل سبل المعرفة , ويحجبون عنهم الحقائق حتى ينسوها , ولا يعودوا يبحثون عنها ; ويلقون في روعهم ما يشاءون من المؤثرات حتى تنطبع نفوسهم بهذه المؤثرات المصطنعة . ومن ثم يسهل استخفافهم بعد ذلك , ويلين قيادهم , فيذهبون بهم ذات اليمين وذات الشمال مطمئنين !
وفى العصر الحديث عصر الفضائيات استخف كل ذى مصلحة اتباعه فاطاعوه وعاونوه على مصلحته واتبعوه وهم معصوبى الاعين والعقول وصنعو منه نبيا او قديسا وهللو بإسمه وهتفو بحياته وألفو له الأغانى والأناشيد ولو امر بقتل هيباتيا العصر لفعلو وهم مستمتعون .
خلق الله البشر ليتفكرو فى خلقه ويتعلمو
} أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ{ والمستبد عدو العلم لذلك يحرص المستبدين على تربية جيل من الجهلاء بشتى الطرق فالعلم والتفكرهو نور الله فى ارضه  يضيئ به قلوب العباد وعقولهم فما بالك بمن عاش فى الظلمات عقودا طويلة ان جائه نور الحرية !!!وما بالك بشعب عاش فى عقود الاستبداد حت كاد ان يألفها لولا ان انتفض شباب الأمة قبل ان تطول عقولهم ايدى المستبد فتخربها فيركنو  الى العبودية , فالانسان بطبعه يخشى المجهول وكذلك العبيد فى عصر الاستبداد  يخشون الحرية ويدعون الى الاستقرار ولو تحت قيد الذل , والعبودية هى قرينة الجهل والتبعية فلا يقترن العلم والتفكر مع العبودية فى قلب رجل واحد فشتان ان يجتمع النور والظلام وشتان أن تجتمع ظلمات الليل مع انوار النهار .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقات فيس بوك