الجمعة، 13 سبتمبر 2013

ديموقراطية فى مج




عندما كنت صغيرا كان والدى رحمه الله يقص على قصة طريفة أذكرها حتى الأن وسأرويها لأبنائى إن قدر الله أن يكون لى أبناء كان يرويها عندما أختلف أنا وأخى الأكبر فى أمر من الأمور فيجلس أمامنا على كرسيه الخشبى ونلتف نحن حوله لنستمع إلى القصة فى شغف ويبدأ هو بأن يحكى عن صبيان فى مثل أعمارنا  أحدهما يقف خلف سور خشبى لايكاد أن يرى من الطرف الأخر
  سوى رأس صديقه ويجلس تحت السور من الداخل قطة بينما يجلس تحت السور من الخارج كلب ويقسم كلا الطفلين  على مايراه تحت السور فيقسم الأول على أن ما تحت السور قطة بينما يقسم الأخر على أن ما تحت السور كلب حتى يقبل  الطفلان على الشجار فإذ برجل عجوز يمر فيرفع السور الخشبى بيديه فيرى الطفلان أن كلاهما على صواب وأن كلاهما مخطئ إذ لم يصدق الأخر أو يستمع له, هكذا كان أبى رحمة الله عليه  يبسط لنا معنى كلمة "وجهة النظر " كذلك يشرح أنه لا يمكن أن يمتلك أحد الأطراف الحقيقة كاملة بدون أن يتحاور مع الطرف الأخر كذلك هى الديموقراطية فالديموقراطية ايها السادة لغة تعنى حكم الشعب, والشعب مختلف الإتجاهات ولكل إتجاه وجهة نظر لا يمكن أن تنعتها بالخاطئة إلا اذا كنت تجهلها تماما فكل إتجاه يحمل جزءا من الحقيقة ولا يمكن أن يحمل إتجاه واحد الحقيقة كاملة فكلنا بشر ولا نملك أن نرى إلا من زاوية واحدة وحتما قد لا نرى الموجود على الجانب الاخر من سور الحديقة الخشبى .
فكذلك هى الديموقراطية  بساط معلق فى الهواء يقف على كل طرف أحد عناصر المجتمع فان تم اقصاؤه واسقاطه أختل التوازن وسقط جزءا من الحلم .
 فكذلك هى الديموقراطية  هى حروف مبعثرة لا يمكن أن تكتب منها كلمات إلا إذا تراصت
كذلك هى الديموقراطية كلمات مفردة لا يمكن أن تصنع جملة مفيدة إلا اذا أجتمعت  .
فى مصر علم خائنو الثورة أن الشعب حتما هازمهم وبكل قوة بعدما خرج الملايين فى مظهر تقشعر له الأبدان يزمجرون فى غضب كما يزمجر الأسد فى البرية  لم تكن ساعتها تفرق بين المسلم والمسيحى أو أحد أتباع الإخوان من اليسارى من الليبرالى من الشيوعى كلهم كانو شيئا واحدا كلهم كانو نواة المجتمع المصرى وأحجار بناؤه حتى أستيقن خائنو الثورة أنهم هالكون لا محالة طالما أستمر هذا الشعب على وحدته فبدأو بمخططهم الشيطانى بتفرقة الأحجار ليسقط البناء على رؤس ابناء هذا الوطن .
وإننى أرفع القبعة لجنرالات  لعبو سياسة بكل معانيها القذرة ولم يتركو معنى قذر من معانى السياسة إلا وحققوه فى هذا الوطن حتى عادو إلينا بأنياب الذئب المفترس لينقضو على الثورة الطاهرة ويفترسو أحلام الشباب فى وطنهم
فأن لم نتدارك الأمر ونعود إلى أطراف  البساط  لنقاوم الخائنون كل منا فى إتجاهة بدون تمييز أاو سلطة لأحد على أحد  إذا لم نعد كما كنا فى الثمانية عشر يوما الأولى للثورة ويؤدى كل منا دوره بغير طمع فى البطولة حتما سيختل التوازن ويسقط الحلم ولن يبقى علي أرض الوطن إلا أنهار من الدماء وأمطار من دموع الندم  وقت لا ينفع الندم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقات فيس بوك